فيس بوك ترفض إلغاء تشفير End To End
قام الكونجرس الأمريكي بإخبار كل من شركة فيس بوك وشركة آبل بأن يقوموا بالتخفيض من المستوى الأمني وفتح Backdoor، لتجاوز التشفير في برامجهم وخدماتهم التي يوفرونها أو أنهم سيلجؤون إلى فرض قوانين تجبرهم على القيام بذلك .
وفي جلسة إستماع للجنة القضائية بمجلس الشيوخ والتي حضرها ممثلو Apple و Facebook الذين أدلوا بشهاداتهم حول عدم تخفيضهم في المستوى الأمني للخدمات التي يقدمونها، قال السيناتور الأمريكي Lindsey Graham، سوف نجد الطريقة للقيام بذلك، وأضاف أنه لن يسمح لمجموعة من المنحرفين الذين يقومون باستغلال الأطفال في منصات التواصل الإجتماعي والدردشة بشكل آمن .
ويأتي ذلك بعد أن قام مارك زوكربيرج في مارس الماضي بتغيير في سياسة الحماية والتشفير في منصات التواصل الإجتماعي، فيسبوك وواتساب وإنستجرام، حيث أصبحت جميع برامج الدردشة تعتمد على سياسة End To End Encryption التي تمنع أي طرف ثالث من قراءة الرسائل حتى شركة فيس بوك نفسها، وبدأت إستخدام التقنية أولا في برنامج الواتساب ثم إنتقلت إلى ماسنجر الفيس بوك، وسوف تنتقل قريباً إلى الإنستجرام .
دعونا نعرف ماذا يعني End To End Encryption
وهذا النوع من التشفير يعمل من خلال عدم إرسال الرسالة كنص عادى، بل ترسل في شكل سلسلة مشفرة من الأرقام تحتاج إلى مفتاح لا يمتلكه سوى جهاز المرسل والمتلقي لتلك الرسالة، وهو الأمر الذى يمنع إعتراضها من قبل أي طرف قبل أن تصل للمتلقي .
وأصدر المدعي العام الأمريكي William Barr وكبار المسؤولين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، خطابًا مفتوحًا يدعو فيس بوك إلى التراجع عن خطة التشفير End To End Encryption أو منح بعض الجهات الحكومية على الأقل منفذ Backdoor حتي يتمكنوا من خلاله قراءة الرسائل .
وجاء الرد من شركة فيس بوك أنها تحترم جميع القوانين، وأنها بفتحها منفذ Backdoor سوف يقوم بتعريض أي مستخدم لمنصاتها إلى الخطر أو الأذى، وذلك بالتجسس من قبل المخترقين أو الحكومات القمعية التي تتجسس على شعوبها، أو من أي طرف ثالث، وهذا ما يعارض سياسة خصوصيتنا، وأنهم بفتحهم أي منفذ للحكومة الأمريكية فقط لقراءة الرسائل سيعرض نظام التشفير كلياً إلى الإنهيار، وأنه من المستحيل فتح منفذ لطرف واحد فقط للتجسس، فالحماية لدينا تعتمد على مبدأ أن يتجسس الجميع أو لا يتجسس أحد .
كما جاء في رد شركة فيس بوك أيضاً أنهم يعملون بشكل جدي لجعل منصاتهم أكثر أماناً، وأن الذكاء الإصطناعي يعمل الآن ويقوم بحظر أي منشور يخالف سياساتها الإباحية والتحريض على العنف أو الكراهية إلخ...
وجاء في رد المدعي العام الأمريكي William Barr أن شركة فيس بوك عبر منصاتها المشفرة تساعد على تنامي المنظمات الإرهابية وتجار المخدرات وعصابات التحرش الجنسي بالأطفال، كما أنها توفر لهم بنية آمنة للتواصل فيما بينهم .
وتمسك كل طرف بموقفه ليس جديداً، حيث بدأت أول مواجهة بين الطرفين منذ حادثة الهجوم الإرهابي في San Bernardino عام 2015، حيث خسرت الـ FBI قضية ضد شركة Apple في فتحها لهاتف آيفون لصالح FBI .
والفرق الوحيد هذه المرة هي الدعوة لإصدار قانون جديد لإجبار شركة فيس بوك وApple على إيقاف التشفير، أو تمكينهم من منافذ لهم للتجسس على المستخدمين .